في الإحسان إلى اليتيم وإجتناب الظلم

السبت، 31 يوليو 2010

أخرج البخاري : أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا , وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى وفرج بينهما .
والترمذي وصححه : من قبض يتيما من بين مسلمين إلى طعامه وشرابه أدخله الله الجنة ألبتة إلا أن يعمل ذنبا لا يغفر له .
وأبو يعلى بسند حسن : أنا أول من يفتح باب الجنة إلا أني أرى امرأة تبادرني , فأقول ما لك ومن أنت ؟ تقول : أنا امرأة قعدت على أيتام لي .
والطبراني بسند رواته ثقات إلا واحدا ومع ذلك ليس بالمتروك : والذي بعثني بالحق لا يعذب الله يوم القيامة من رحم اليتيم ولان له في الكلام ورحم يتمه وضعفه , ولم يتطاول على جاره بفضل ما آتاه الله . وأحمد وغيره : من مسح على رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كانت له في كل شعرة مرت عليها يده حسنات . ومن أحسن إلى يتيم أو يتيمة عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين الحديث .
والشيخان عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله تعالى وأحسبه قال وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر . وابن ماجه : الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وكالذي يقوم الليل ويصوم النهار . قال بعض السلف : كنت في بدء أمري سكيرا مكبا على المعاصي , فرأيت يوما يتيما فأكرمته كما يكرم الولد بل أكثر , ثم نمت فرأيت الزبانية أخذوني أخذا مزعجا إلى جهنم وإذا باليتيم قد اعترضني , فقال دعوه حتى أراجع ربي فيه فأبوا . فإذا النداء خلوا عنه فقد وهبنا له ما كان منه بإحسانه إليه , فاستيقظت وبالغت في إكرام اليتامى من يومئذ .
وكان لبعض مياسير العلويين بنات من علوية فمات واشتد بهن الفقر إلى أن رحلن عن وطنهن خوف الشماتة , فدخلن مسجد بلد مهجورا فتركتهن أمهن فيه وخرجت تحتال لهن في القوت فمرت بكبير البلد وهو مسلم , فشرحت له حالها فلم يصدقها وقال : لا بد أن تقيمي عندي البينة بذلك . فقالت أنا غريبة فأعرض عنها , ثم مرت بمجوسي فشرحت له ذلك فصدق , وأرسل بعض نسائه فأتت بها وببناتها إلى داره فبالغ في إكرامهن , فلما مضى نصف الليل رأى ذلك المسلم القيامة قد قامت والنبي صلى الله عليه وسلم معقود على رأسه لواء الحمد وعنده قصر عظيم . فقال يا رسول الله لمن هذا القصر ؟ قال لرجل مسلم , قال أنا مسلم موحد قال صلى الله عليه وسلم : أقم عندي البينة بذلك فتحير , فقص له صلى الله عليه وسلم خبر العلوية , فانتبه الرجل في غاية الحزن والكآبة إذ ردها , ثم بالغ في الفحص عنها حتى دل عليها بدار المجوسي فطلبها منه فأبى وقال قد لحقني من بركاتهن , فقال خذ ألف دينار وسلمهن إلي فأبى , فأراد أن يكرهه , فقال الذي تريده أنا أحق به , والقصر الذي رأيته في النوم خلق لي , أتفخر علي بإسلامك , فوالله ما نمت أنا وأهل داري حتى أسلمنا كلنا على يد العلوية , ورأيت مثل منامك . وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : العلوية وبناتها عندك ؟ قلت نعم يا رسول الله . قال : القصر لك ولأهل دارك فانصرف المسلم وبه من الكآبة والحزن ما لا يعلمه إلا الله تعالى .

مأخوذ من من كتاب مكاشفة القلوب للامام أبوحامد الغزالي

الفرق بين العقل العربي والعقل اليوناني

الجمعة، 16 يوليو 2010

فالعربي لم ينظر إلى الأشياء نظرة عامة شاملة كما فعل اليوناني مثلاً، لقد ألقى اليوناني أول ما تفلسف نظرة عامة على العالم ، فساأل نفسه : كيف برز العالم للوجود ؟ أني أرى هذا العالم جم التغيير كثير ألتقلب ! أليس وراء هذه التغيرات أساس واحد ثابت ؟ و إذا كان فماهو ؟ الماء أم الهواء أم النار ؟ وأرى العالم كله كالشيء الواحد يتصل بعضه ببعض و- هو خاضع لقوانين ثابتة ، فما هذا النظام ؟ وكيف نشأ ؟ ومم وجد ؟

هذه الأسئلة وأمثالها وجهها اليوناني إلى نفسه فكانت أساس فلسفته ، ومبناها كلها النظرة الشاملة ، أما العربي فلم يتجه نظره هذا ألإتجاه ، ولا بعد الإسلام ، بل كان يطوف فيما حوله ، فإذا رأى منظرا أعجبه تحرك له ، وجاش صدره بالبيت أو الأبيات من الشعر والحكمة أو المثل، فقال مثلاً:

منع البقاء تقلب الشمس *** وطلوعها من حيث لا تمسي

وطلوعها بيضاء صافية*** وغروبها صفراء كالورس

تجيء على كبد السماء كما*** يجري حمام الموت بالنفس

اليوم أعلم ما يجيء به*** ومضى بفصل قضائه أمس


مأخوذ من كتب فجر الإسلام لأحمد أمين

مقتطفات من كتاب مكاشفة القلوب للامام أبوحامد الغزالي

الاثنين، 12 يوليو 2010



أصل العبادة على ثلاثة أركان: العين والقلب واللسان فالعين بالعبرة والقلب بالفكرة واللسان بالصدق والتسبيح والذكر
العمر جوهر نفيس لاقيمة له فينبغي أن نملأ منه خزانة باقية في الآخرة واعلموا بأن طالب الاخرة لابد له من الزهد في الحياة الدنيا ليصير همه هما واحدا ولايفترق باطنه من ظاهره ولا يمكن حفظ الحال إلا بضبط الظاهر والباطن
سأل الفضيل بن عياض فقيل له : يا أبا علي متى يكون الرجل صالحا؟ قال: إذا كانت النصيحة في نيته والخوف في قلبه والصدق في لسانه والعمل الصالح في جوارحه