قصيدة رائعة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم : جلَّ من ربَّاك

الأحد، 11 يناير 2015

  ربَّاكَ ربُّكَ.. جلَّ من ربَّاكا  *** ورعاكَ في كنفِ الهدى وحماكا
سبحانه أعطاك فيضَ فضائلٍ  *** لم يُعْطها في العالمين سواكا
سوّاك في خلقٍ عظيمٍ وارتقى  *** فيك الجمالُ.. فجلّ من سوَّاكا
سبحانه أعطاك خيرَ رسالةٍٍ  *** للعالمين بها نشرْتَ هُداكا
وحباكَ في يوم الحساب شفاعةً  *** محمودةً.. ما نالها إلاّكا
اللهُ أرسلكم إلينا رحمةً  *** ما ضلَّ من تَبِعتْ خطاه خُطاكا
كنّا حيارى في الظلامِ فأشْرقتْ  *** شمسُ الهدايةِ يومَ لاحَ سناكا
كنّا وربي غارقين بغيِّنا  *** حتى ربطنا حَبْلَنا بعُراكا
لولاك كنا ساجدين لصخرةٍ  *** أو كوكبٍ.. لا نعرفُ الإشراكا
لولاك لم نعبدْ إلـهًا واحدًا  *** حتى هدانا اللهُ يومَ هداكا
أنتَ الذي حنَّ الجمادُ لعطفهِ  *** وشكا لك الحيوانُ يومَ رآكا
والجذعُ يُسمعُ بالحنين أنينُه  *** وبكاؤُه شوقًا إلى لُقياكا
ماذا يزيدُك مدحُنا وثناؤُنا  *** واللهُ في القرآنِ قد زكّاكا؟!
ماذا يفيدُ الذّبُّ عنك وربُّنا  *** سبحانه بعيونه يرعاكا؟!
"بدرٌ" تحدثنا عن الكفِّ التي  *** دمتِ الطغاةُ فبوركت كفّاكا؟!
و"الغارُ" يخبرُنا عن العين التي  *** حفظتك يوم غفت به عيناكا
لم أكتبِ الأشعارَ فيك مهابةً  *** تغضي حروفي رأسَها لحلاكا
لكنها نارٌ على أعدائكم  *** عادى إلهَ العرشِ مَن عاداكا
إني لأرخصُ دون عرضِك مهجتي  *** روحٌ تروحُ ولا يُمسُّ حماكا
شُلّتْ يمينٌ صوَّرتك وجُمِّدتْ  *** وسطَ العروقِ دماءُ من آذاكا
ويلٌ فويلٌ ثم ويلٌ للذي  *** قد خاضَ في العِرضِ الشريفِ ولاكا
يا إخوةَ الأبقارِ هن سباتكم  *** "مَن في القطيع سيصبح الأفّاكا؟!"
النارُ يا أهلَ السباقِ مصيرُكم  *** وهناك جائزةُ السباقِ هناكا!!
تتدافعون لقعرها زمرًا ولن  *** تجدوا هناك عن الجحيمِ فكاكا
هبوا بني الإسلام نكسر أنفهم  *** ونكون وسطَ حلوقِهم أشواكا
لك يا رسولَ اللهِ نبضُ قصائدي  *** لو كانَ قلبٌ للقصيد فداكا
هم لن يطولوا من مقامك شعرةً  *** حتى تطولَ الذّرةُ الأفلاكا!!
والله لن يصلوا إليك ولا إلى *** ذراتِ رملٍ من ترابِ خُطاكا
هم كالخشاش على الثرى ومقامُكم  *** مثلُ السماك.. فمن يطولُ سماكا؟!!
روحي وأبنائي وأهلي كلهم  *** وجميع ما حوت الحياةُ فداكَ

----------------
محمد بن عبد الرحمن المقرن

0 commentaires: