الجمعة، 16 يوليو 2010
فالعربي لم ينظر إلى الأشياء نظرة عامة شاملة كما فعل اليوناني مثلاً، لقد ألقى اليوناني أول ما تفلسف نظرة عامة على العالم ، فساأل نفسه : كيف برز العالم للوجود ؟ أني أرى هذا العالم جم التغيير كثير ألتقلب ! أليس وراء هذه التغيرات أساس واحد ثابت ؟ و إذا كان فماهو ؟ الماء أم الهواء أم النار ؟ وأرى العالم كله كالشيء الواحد يتصل بعضه ببعض و- هو خاضع لقوانين ثابتة ، فما هذا النظام ؟ وكيف نشأ ؟ ومم وجد ؟
هذه الأسئلة وأمثالها وجهها اليوناني إلى نفسه فكانت أساس فلسفته ، ومبناها كلها النظرة الشاملة ، أما العربي فلم يتجه نظره هذا ألإتجاه ، ولا بعد الإسلام ، بل كان يطوف فيما حوله ، فإذا رأى منظرا أعجبه تحرك له ، وجاش صدره بالبيت أو الأبيات من الشعر والحكمة أو المثل، فقال مثلاً:
منع البقاء تقلب الشمس *** وطلوعها من حيث لا تمسي
وطلوعها بيضاء صافية*** وغروبها صفراء كالورس
تجيء على كبد السماء كما*** يجري حمام الموت بالنفس
اليوم أعلم ما يجيء به*** ومضى بفصل قضائه أمس
مأخوذ من كتب فجر الإسلام لأحمد أمين
0 commentaires:
إرسال تعليق